![]() |
لماذا تشعر بالوحدة رغم وجود الناس حولك؟ وكيف يؤثر غياب العلاقات الحقيقية على صحتك النفسية؟ |
لماذا تفشل في تكوين صداقات جديدة؟
يُشير اختصاصي الطب النفسي، الدكتور وائل المومني، إلى أن صعوبة تكوين الصداقات تُعدّ مشكلة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص، ولها أسباب متعددة قد تنعكس سلبًا على حياتهم الاجتماعية والنفسية. ومن أبرز هذه الأسباب:الانطواء والخجل: إذ يمكن أن يمنع الخوف من الرفض أو الشعور بعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين الفرد من محاولة بناء علاقات جديدة.
الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب أو القلق، حيث تجعل هذه الحالات التفاعل الاجتماعي مرهقًا ومُجهدًا.
ضعف مهارات التواصل: فعدم إتقان مهارات الحديث أو تفسير الإشارات الاجتماعية بشكل صحيح قد يؤدي إلى سوء الفهم والشعور بالعزلة.
تجارب سابقة مؤلمة: فمرور الشخص بعلاقات صداقة فاشلة أو مؤذية قد يترك أثرًا نفسيًا يجعله يتردد في خوض تجارب جديدة.
قلة الفرص الاجتماعية: كأن يعيش الشخص في بيئة محدودة العلاقات أو يعمل في مكان معزول، مما يقلل من فرص لقاء أشخاص جدد وبناء صداقات.
آثار وحلول
يُوضح الدكتور وائل المومني أن عدم قدرة الفرد على تكوين صداقات قد يترتّب عليه عدد من الآثار السلبية، من أبرزها:الشعور بالعزلة والوحدة: وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحزن والقلق، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
انخفاض مستوى الثقة بالنفس: فالإحساس المتكرر بالرفض قد يُضعف ثقة الفرد بذاته ويُشعره بعدم الجدارة.
عوائق أمام التطور الشخصي: إذ تُعد الصداقات مصدرًا مهمًا للدعم والتشجيع، وغيابها قد يُقيد فرص النمو والتقدّم الذاتي.
هل تعاني من الوحدة؟ هذه الطرق ستساعدك على تكوين صداقات تدوم
تُعد صعوبة تكوين الصداقات من العقبات التي قد تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد، إلا أن تجاوزها ممكن من خلال الفهم الواعي والدعم المناسب. من الضروري أن يركّز الشخص على تطوير ذاته والاستفادة من الفرص الاجتماعية المتاحة، كما يُنصح بطلب المساعدة من المتخصصين في الطب النفسي والعلاقات عند الحاجة. ويشير الدكتور المومني إلى وجود مجموعة من الوسائل التي يمكن أن تُسهم في تسهيل بناء الصداقات، ومنها:
- تنمية مهارات التواصل: من خلال الالتحاق بدورات تدريبية أو الانخراط في أنشطة جماعية تُعزز القدرة على الحديث وتبادل الآراء.
- العلاج النفسي: إذ يساعد العمل مع مختص نفسي في تجاوز القلق الاجتماعي وتعزيز الصحة النفسية.
- المشاركة في الأنشطة الجماعية: الانضمام إلى نوادٍ أو جمعيات تتوافق مع اهتماماتك يمكن أن يُتيح فرصًا للقاء أشخاص يشبهونك في التفكير.
- تطوير الذات: من خلال تحسين النظرة إلى النفس، والوعي بالمميزات الشخصية والعمل على تعزيزها.
- التحلي بالصبر والاستمرارية: فبناء الصداقات يتطلب وقتًا وجهدًا، ومن المهم إعطاء العلاقات الجديدة فرصة للنمو دون تسرّع في الحكم.
كيف يؤثر غياب الأصدقاء على حياة الأسرة؟
يُوضح المستشار الأسري والاجتماعي مفيد سرحان أنه رغم الفوائد العديدة التي تقدمها الصداقة، فإن بعض الأشخاص يفتقرون لوجود أصدقاء أو يواجهون صعوبات في تكوين علاقات صداقة. فهناك من لا يرى أهمية لتكوين الصداقات، أو لا يؤمن بها من الأساس، وهناك من يفتقر إلى المهارات اللازمة لبنائها أو الحفاظ عليها. وفي جميع هذه الحالات، يُعد غياب الصداقات أمرًا سلبيًا من الناحية الاجتماعية، إذ إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي.ويُشير سرحان إلى أن غياب الأصدقاء قد ينعكس سلبًا على الأسرة، فالشخصية الانطوائية لدى الرجل، على سبيل المثال، تؤثر في زوجته وأبنائه، نظرًا لأن الفرد يكتسب الكثير من المهارات الحياتية والاجتماعية من خلال تفاعله مع الآخرين.
كما يؤكد أن الشخص الذي يتمتع بعلاقات اجتماعية يكون أكثر حيوية وتوازناً في التعامل مع المشكلات، وأقل عرضة للقلق والاضطراب، فضلاً عن تمتّعه بشخصية مرحة، وهي صفات مهمة لإدارة حياة أسرية مستقرة ومتوازنة.
كيف تساهم الصداقات في تطوير التنشئة الاجتماعية؟
يوضح سرحان في حديثه أن الأبناء غالبًا ما يتأثرون بأبائهم، وقد يميلون إلى العزلة كما يفعل الأب. وهنا تكمن مسؤولية الآباء والأمهات في إدراك أهمية بناء الأبناء للصداقات، على اختلاف مراحلهم العمرية. إذ يعتبر بناء الصداقات أمرًا بالغ الأهمية في التنشئة الاجتماعية للأبناء، حيث يسهم في بناء شخصياتهم، وتقوية ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم على التغلب على الخجل، كما يوضح المستشار سرحان.ويضيف أن من واجب الآباء تشجيع أبنائهم على تكوين الصداقات وتوجيههم نحو كيفية اختيار الأصدقاء. كما أن وجود أصدقاء حقيقيين للوالدين يمكن أن يكون درسًا عمليًا للأبناء في كيفية اختيار الأصدقاء.
كما يساعد الأبناء على بناء صداقات المشاركة في الزيارات الاجتماعية لعائلات الأقارب والأصدقاء، والمشاركة في الرحلات المدرسية، واللعب مع الأقران والزملاء، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية. بالإضافة إلى استقبال الأسرة لزملاء الأبناء في المنزل.
ويرى سرحان أن من أسباب زيادة العزلة بين البعض هو التعامل السلبي مع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقضي البعض وقتًا طويلاً في التفاعل عبر هذه الوسائل، متجاهلين التواصل الشخصي المباشر مع الآخرين، حتى مع أقرب الأشخاص إليهم عائليًا وجغرافيًا. ويعتقد البعض أن هذا يوفر الوقت ويمنحهم علاقات افتراضية متعددة دون تحمل المسؤوليات الاجتماعية.
ويضيف سرحان أن الشخص قد يتفاخر بعدد المتابعين والأصدقاء الافتراضيين، رغم أنه لم يلتقِ بأي منهم شخصيًا، ولم يتعرف على شخصياتهم أو يتأكد من صدقهم وولائهم، وهي أمور مهمة عند اختيار الأصدقاء والاختبار الحقيقي للعلاقات.
نصائح مهمة
إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في تكوين صداقات جديدة، وكذلك في استعادة شعورك بالانتماء إلى صداقات قديمة:- ابحث عن بيئات مريحة: من الضروري أن تجد طرقًا تساعدك على الشعور بالراحة والاطمئنان أثناء محاولة بناء صداقات جديدة. يتطلب ذلك منك التفكير النقدي في نفسك وفي البيئة التي تجعلك تشعر بالأمان والراحة الأكبر.
- امنحها الوقت: عند السعي لإقامة علاقات جديدة أو استعادة صداقات قديمة، يجب أن تتذكر أن بناء صداقات حقيقية وذات معنى يحتاج إلى وقت وجهد.
هل أنت شخص محبوب؟
يمكنك إجراء اختبار بسيط ومجاني، الذي تجده في بعض المواقع الإلكترونية، ليعطيك فكرة عن السمات الشخصية التي قد تجعل الآخرين يرغبون في تكوين صداقات معك، وهل هناك صفات قد تكون أكثر أو أقل جذبًا للآخرين.